مخطوطات البحر الميت وموثوقية العهد القديم

إن كنت تحب التحدث عن الاشياء التي قرأتها، بإمكانك التحدث مع اصدقائنا من صفحة "سلام مع الله" عن طريق الواتساب بالضغط هنا

لقد نظرنا سابقًا في المبادئ الأساسية المستخدمة في نظام النقد النصي. ثم طبقنا هذه المبادئ على العهد الجديد. وبهذه المقاييس ، فإن مصداقية العهد الجديد تفوق موثوقية أي كتاب قديم آخر

لكن ماذا عن كتب العهد القديم؟ هل هي موثوقة وغير متغيرة مثل العهد الجديد؟ ما هو الدور الذي تلعبه مخطوطات البحر الميت في هذا؟

العهد القديم: مكتبة قديمة

يأتي تفرد العهد القديم بعدة طرق. أولاً ، يجب اعتبارها مكتبة لأن العديد من المؤلفين كتبوا الكتب المختلفة للعهد القديم. ثانيًا ، لقد كتبوها منذ وقت طويل جدًا. لتقدير العصور القديمة الهائلة لكتابات العهد القديم ، نقارنها في تسلسل زمني مع الكتابات القديمة الأخرى

جدول زمني تاريخي مع شخصيات الكتاب المقدس الرئيسية

يضع الجدول الزمني أعلاه إبراهيم وموسى وداود وإشعياء في التاريخ. هم الشخصيات الرئيسية في العهد القديم. قارن مكان جلوسهم على الجدول الزمني مع ثيوسيديدس وهيرودوت ، اللذين يعتبرهما المؤرخون من أوائل “آباء التاريخ”. عاش هيرودوت وثيوسيديدس فقط عندما كتب ملاخي آخر كتاب من العهد القديم. نظرت كتاباتهم إلى الوراء قبل حوالي 100 عام فقط من وقتهم إلى النزاعات بين دول المدن اليونانية ، وبين اليونان وبلاد فارس. تأتي الشخصيات والأحداث التاريخية المهمة الأخرى مثل تأسيس روما والإسكندر الأكبر وبوذا في وقت متأخر كثيرًا عن شخصيات العهد القديم. بشكل أساسي ، لم يستيقظ بقية العالم على التاريخ إلا عندما أضاف العهد القديم كتبه الأخيرة إلى مجموعته الواسعة إلى حد ما

النقد النصي للنص الماسوري للعهد القديم

كتب مؤلفو كتب العهد القديم البالغ عددها 39 كتابًا ما بين 1500 قبل الميلاد و 400 قبل الميلاد. كتبوا بالعبرية مع أجزاء صغيرة في الكتب اللاحقة المكتوبة باللغة الآرامية. يُظهر الشريط الأزرق فترة 1100 عام عندما كُتبت مختلف أسفار العهد القديم (1500 – 400 قبل الميلاد):

Timeline of the Old Testament Masoretic Manuscript

الكتابات الأصلية محفوظة اليوم في نسخ المخطوطات العبرية المعروفة بالنص الماسوري. يستخدم المترجمون المعاصرون للكتاب المقدس النص الماسوري لترجمة العهد القديم العبري إلى لغات اليوم. إذن باستخدام مبادئ النقد النصي (انظر هنا لمزيد من التفاصيل) ، ما مدى موثوقية النص الماسوري؟

أقدم نسخ الماسورتيك الموجودة

مخطوطة	تاريخ التكوين
مخطوطة كايرنسيس	895 CE
مخطوطة حلب	950 CE
مخطوطة ساسون	1000 CE
مخطوطة لينينغرادينسيس	1008 CE

لذا يمكنك أن ترى أن أقدم المخطوطات الماسورية الموجودة تعود إلى 895 م فقط. إذا وضعنا هذه المخطوطات في جدول زمني مع الكتابات الأصلية للعهد القديم ، فإننا نعطي ما يلي

التسلسل الزمني لمخطوطة العهد القديم الماسوري

يمكنك أيضًا أن ترى أن الفترة الفاصلة بين تاريخ التأليف وأقدم النسخ الموجودة (المبدأ الأساسي في النقد النصي) تتجاوز 1000 عام

**Codex Cairensis**^{ישראל קרול, Public domain, via Wikimedia Commons}

مخطوطات البحر الميت

كهوف قمران (الكهف رقم 4)_{^{Effi Schweizer, Public domain, via Wikimedia Commons}}

في عام 1948 ، اكتشف رعاة فلسطينيون مخطوطات البحر الميت مخبأة في كهوف على شواطئ البحر الميت في قمران. ألقى أحد الرعاة بعض الحجارة في فم كهف أعلى في مواجهة منحدر. ثم سمع صوت الجرار الفخارية تتكسر من تأثير الحجارة. وبذهنه ، تسلق المنحدرات ووجد الجرار الطينية المختومة بداخلها مخطوطات البحر الميت. احتوت مخطوطات البحر الميت على مخطوطات عبرية لجميع كتب العهد القديم ، ما عدا كتاب إستير. يؤرخ العلماء تكوينهم بين 250 و 100 قبل الميلاد.

مخطوطات البحر الميت في التسلسل الزمني لمخطوطات العهد القديم

فيديو قصير عن النقد النصي ومخطوطات البحر الميت

أهمية مخطوطات البحر الميت للنقد النصي

مع اكتشاف ونشر مخطوطات البحر الميت في منتصف القرن العشرين ، شهد العالم كله حدثًا هائلاً في النقد النصي. في لحظة واحدة ، دفعت مخطوطات البحر الميت النص العبري للعهد القديم 1000 عام إلى الوراء. أثار هذا السؤال المثير للاهتمام: هل تغير النص العبري للعهد القديم خلال هذه الفترة من 100 قبل الميلاد إلى 900 م؟ كانت أوروبا في ذلك الوقت قد بنت حضارتها على مدى 1500 عام سابقة على أساس العهد القديم. هل تم تغيير هذا النص أو تغييره خلال تاريخه؟ يمكن لمخطوطات البحر الميت أن تلقي الضوء على هذا السؤال. إذن ماذا وجدوا؟

“هذه تؤكد دقة النص الماسوري … باستثناء حالات قليلة تختلف فيها التهجئة والقواعد بين مخطوطات البحر الميت والنص الماسوري ، كلاهما متشابهان بشكل مثير للدهشة.”
إم آر نورتون. 1992. مخطوطات العهد القديم في أصل الكتاب المقدس.

لم يجد العلماء أي تغيير تقريبًا في اللغة العبرية بين النص الماسوري ومخطوطات البحر الميت ، على الرغم من أنهم قفزوا إلى الوراء 1000 عام. في المقابل ، ضع في اعتبارك مدى تغير اللغة الإنجليزية في السبعمائة عام الماضية ، ومع ذلك ظل النص العبري الرائع ثابتًا طوال هذه الفترة الطويلة من الزمن

لفائف المزامير
_{^{Photograph: The Israel Antiquities Authority, Public domain, via Wikimedia Commons}}

أهمية مخطوطات البحر الميت من أجل سلامة الكتاب المقدس

تدعم مخطوطات البحر الميت ادعاء الكتاب المقدس الأساسي بالأصالة. يدعي العهد الجديد أن يسوع يتمم خطة الله المعلنة منذ بداية تاريخ البشرية. إن نبوءات العهد القديم العديدة التي تممها طوال حياته تقدم دليلاً أو دليلًا مركزيًا على هذا الادعاء. المنطق بسيط بقدر ما هو منطقي. لا يوجد إنسان ، بغض النظر عن مدى ذكائه أو تعليمه أو معرفته ، يعرف المستقبل ، خاصة عند التطلع إلى مئات السنين القادمة. لكن الله يعرف المستقبل ويضعه. لذلك إذا وجدنا كتابات تنبأت بشكل صحيح بالتفاصيل الدقيقة للأحداث الضخمة في مئات السنين في المستقبل فلا بد أنها كانت مستوحاة من الله بدلاً من مجرد التفكير من قبل البشر. يمكنك أن تفكر في نبوءات العهد القديم تشكل قفلًا ، في انتظار مفتاح “يتناسب” مع القفل لفتحه. ادعى يسوع أنه هذا المفتاح.

تكوين 1: 1-8 من مخطوطات البحر الميت
_{^{Photograph: The Israel Antiquities Authority, Public domain, via Wikimedia Commons}}

ومع ذلك ، قبل مخطوطات البحر الميت ، لم يكن لدينا دليل قاطع على أن هذه النبوءات كانت مكتوبة بالفعل قبل الأحداث التي توقعوها. رفضها البعض بالقول ، على سبيل المثال ، أنه ربما تم “إدراج” نبوءات يسوع في العهد القديم في العهد القديم في عام 200 م. نظرًا لعدم وجود نص من العهد القديم العبري قبل 900 م ، لا يمكن دحض هذا الاعتراض بسرعة. ولكن مع مخطوطات البحر الميت نجد أن هذه النبوءات قد كُتبت بالفعل في موعد أقصاه 100 قبل الميلاد ، أي قبل 130 عامًا من قيام يسوع بالتعليم ، وإجراء المعجزات ، وإحيائه من الموت.

نبوءات العهد القديم في مخطوطات البحر الميت

;لذلك تثبت مخطوطات البحر الميت أن النبوءات كانت مطبوعة قبل أن يتممها يسوع. تشمل النبوءات الموجودة في مخطوطات البحر الميت ما يلي

مخطوطات البحر الميت وإسرائيل

اكتشف العالم مخطوطات البحر الميت في عام 1948. كان هذا هو نفس العام الذي حدث فيه إحياء إسرائيل الحديثة لتصبح أمة بعد ما يقرب من 2000 عام من المنفى اليهودي. إن توقيت هذين الحدثين المركزيين في القرن العشرين ، كونهما في العام نفسه ، يجعل عودتهما الرائعة إلى عالمنا تبدو وكأنها مقررة من قبل قوة عظمى. حتى في اكتشافهم فقط ، تشير مخطوطات البحر الميت إلى أن العقل الذي يسيطر على مجيء يسوع منذ آلاف السنين يبدو أنه لا يزال ينظم الأحداث اليوم